کد مطلب:240907 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:111

انظروا کم فرق بین المنزلتین
روی الفیض عن الشهید الثانی حدیث الرضا علیه السلام:

«یقال للعباد یوم القیامة: نعم الرجل كنت، همتك ذات نفسك و كفیت الناس مؤونتك فادخل الجنة، ألا إن الفقیه من أفاض علی الناس خیره و أنقذهم من أعدائهم و وفر علیهم نعم جنان الله تعالی و حصل لهم رضوان الله تعالی، و یقال للفقیه: یا أیها الكافل لأیتام آل محمد الهادی لضعفاء محبیهم و موالیهم قف حتی تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك، فیقف فیدخل الجنة معنه فئاما فئاما فئاما - حتی قال عشرا - و هم الذی أخذوا عنه علومه و أخذوا عمن أخذ و عمن أخذ عمن أخذ عنه إلی یوم القیامة، فانظروا كم فرق بین المنزلتین؟». [1] .

أی: بین منزلة العابد المنجی نفسه و الفقیه العالم المنجی نفسه و نفوس الآخرین لأن العلم نور و النور هو الظاهر فی نفسه المظهر لغیره و لعل فی حدیث «إنما هو نور» [2] إشارة إلی ذلك، ففی صادقی صحیح رواه كلینی: «رجل روایة لحدیثكم یبث ذلك فی الناس و یشدده فی قلوبهم و قلوب شیعتكم و لعل عابدا من شیعتكم لیست له هذه الروایة أیهما أفضل؟ قال: الروایة لحدیثنا یشد به قلوب شیعتنا أفضل من ألف عابد». [3] و آخر: «الناس ثلاثة: عالم و متعلم و غثاء». [4] و آخر: «یغدو الناس علی ثلاثة أصناف: عالم و متعلم و غثاء، فنحن العلماء و شیعتنا المتعلمون و سائر الناس غثاء». [5] و آخر: «أغد عالما أو متعلما أو أحب أهل العلم، و لاتكن رابعا فتهلك



[ صفحه 115]



ببعضهم». [6] و نبوی: «اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا و لاتكن الخامس فتهلك» [7] .

العلم جوهرة لاتعطی الجاهل الذی لایعرف ثمنها أو یضل بها فیهلك. و عن زین العابدین فی أبیات منسوبة إلیه:



إنی لأكتم من علمی جواهره

كن لایری الحق ذوجهل فیفتتنا



و قد تقدم فی هذا أبوحسن

إلی الحسین و وصی قبله الحسنا



یا رب جوهر علم لوأبوح به

لقیل لی أنت ممن یعبد الوثنا



و لاستحل رجال مسلمون دمی

یرون أقبح ما یأتونه حسنا [8] .



و فی صادقی: «خالطوا الناس بما یعرفون و دعوهم مما ینكرون و لاتحملوا علی أنفسكم و علینا، إن أمرنا صعب مستصعب لایحتمله إلا ملك مقرب أو نبی مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإیمان» [9] .



[ صفحه 116]




[1] المحجة البيضاء 32:1.

[2] البحار 225:1، الضمير عائد إلي العلم المذكور فيه.

[3] أصول الكافي 33:1، كتاب فضل العلم.

[4] المصدر السابق ص 34. و غثاء: ما يحمله السيل من الزيد و الوسخ. همش المصدر.

[5] أصول الكافي 34:1.

[6] المصدر.

[7] البحار 195:1، الجامع الصغير 48.

[8] المحجة البيضاء 65:1.

[9] المصدر السابق ص 66. بصائر الدرجات 46، و فيه عدة أخري. في هذا الصدد انظر من ص 49 - 46 من المصدر.